Sunday, October 14, 2012

حـــــــــــا فظ ابراهيم (1872- 1932)



حـــــــــــا فظ ابراهيم (1872- 1932)
حياة حافظ وأسرته:
ولد شاعر مصري ذائع الصيت محمد حافظ بك ابراهيم بن إبراهيم أفندي فهمي المهندس المشهور باسم حافظ إبراهيم على متن سفينة كانت راسية على النيل أمام ديروط وهي مدينة  من محافظة أسيوط (24 فبراير 1872) من أب مصري وأم تركية الست هانم.
توفي والداه وهو في الرابعة من عمره،وهو صغير وقبل وفاتها، أتت به أمه إلى القاهرة حيث نشأ بها يتيما تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم،ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا وهنالك أخذ حافظ يدرس في الكتاتيب، أحس حافظ إبراهيم بضيق خاله به مما أثر في نفسه، فرحل عنه وترك له رسالة كتب فيها.
بعد أن خرج حافظ إبراهيم من عند خاله هام على وجهه في طرقات مدنية طنطا حتى انتهى به الأمر إلى مكتب المحام محمد أبو شادي، أحد زعماء ثورة 1919، وهناك اطلع على كتب الأدب وأعجب بالشاعر محمود سامي البارودي. وبعد أن عمل بالمحاماة لفترة من الزمن، التحق حافظ إبراهيم بالمدرسة الحربية في عام 1888 م وتخرج منها في عام 1891 م ضابط برتبة ملازم ثان في الجيش المصري وعين في وزارة الداخلية. وفي عام 1896 م أرسل إلى السودان مع الحملة المصرية إلى أن الحياة لم تطب له هنالك، فثار مع بعض الضباط نتيجة لذلك، أحيل حافظ على الاستيداع بمرتب ضئيل.
على مكانة الشاعر:
شاعر مخضرم عاش في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر والثلث الأول من القرن العشرين، من هذه الزاوية هو وشوقي شريكان، لكنهما يختلفان في المهنة، ويلتقيان شعراً وسياسة، وحسباً (تركياً) على نسب عربي. حتى قبل اعتماده شاعراً بين سلطتين، سلطة الخلافة العثمانية وسلطة الدولة المصرية المستقلة عن الأستانة، والوقعة في شباك الاستعمار الإنكليزي.
البيك حمل القلم بدلاً من السوط أو الكرباج، كما هو دأب البكوات في العهد العثماني الإقطاعي. أعلن نفسه شاعراً، وكان شعاره: "دمع السرور مقياس الشعور"
خدم حافظ إبراهيم في الحربية (الدفاع) برتبة ملازم ثان ما بين 1891 و 1893، ثم برتبة ملازم أول عامي 83-84، وانتقل عسكرياً من مصر إلى السودان، وعاد منه بانقلاب "بلاطي". عفي عنه، وسمح له بالعودة إلى الحربية ثانية 1895-1803، بعدما خدم سنتين في وزارة الداخلية برتبة (ملاحظ بوليس)، وبسبب من ثورة أحمد عرابي ومشاركته فيها، أعفي سنة 1903 من وظيفته وبقي بلا عمل حتى العام 1911، حين عين في دار الكتب الوطنية المصرية حتى تقاعده ووفاته سنة 1932 .
محمد حافظ إبراهيم عاش فرح الحزن العميق، بين البطالة والتعليم غير المنتظم وغير المكتمل وبين البحث عن مهنة حرة بلا شروط مهنية أو جامعية آنذاك. كان ثنائياً في شخصيته وسيرته وشعره.
فهو في عمله ملول، وفي إنتاجه وماله متلاف، فهل هذه صفة ملازمة لبعض الشعراء والكتاب. وكان عسكرياً مدنيا، اختار النقيضين لجسم واحد: "الضابط والشاعر، السيف والقلم، العسكري الأرستقراطي، والمدني الديمقراطي"، وكان يظن بخياله أنه يقلد محمود سامي البارودي، فإذا به يبتكر لنفسه نموذجاً تناقضياً له جمالياته وعثراته.
راهن على ثقافة المجالس مع الأدباء "شوقي، مطران البشري، وإمام العبد ومع المفكرين والسياسيين أمثال الإمام محمد عبده، وسعد زغلول، وقاسم أمين، ومصطفى كامل".
عاش بلا عمل ما بين 1903 وحتى 1911. حاول أحمد شوقي مساعدته على العمل (محرراً) في جريدة الأهرام فلم يفلح، حين اجتمعت في شخصه صفتا، العتال البطال سنة 1906، أي في عز بطالته، تزوج للمرة الأولى والأخيرة، ودام زواجه أربعة أشهر، ولم يكرر التجربة الثانية، إنه
لأجل كلالة، توفي بلا أب وبلا ولد، أبتر، وراءه دواوين شعر، لولا قيام أصدقاءه بجمعها ونشرها، لصارت هي أيضا بتراء.
ومن أروع المناسبات التى أنشد حافظ بك فيها شعره بكفاءة هى حفلة تكريم أحمد شوقى ومبايعته أميراً للشعر في دار الأوبرا، وأيضاً القصيدة التى أنشدها ونظمها في الذكرى السنوية لرحيل مصطفى كامل التى خلبت الألباب وساعدها على ذلك الأداء المسرحى الذى قام به حافظ للتأثير في بعض الأبيات، ومما يبرهن ذلك ذلك المقال الذى نشرته إحدى الجرائد والذى تناول بكامله فن إنشاد الشعر عند حافظ. ومن الجدير بالذكر أن أحمد شوقى لم يلقى في حياته قصيدة على ملأ من الناس حيث كان الموقف يرهبه فيتلعثم عند الإلقاء.
ديوانه الصادر عن دارالعودة في بيروت يقع في جزأين نصفه من المراثي، ومعظمه وصفي يخفي اللا موقف السياسي، وأقله من صوته ومن دم قلبه.
غزلت لهم غزلاً رقيقاً، فلم أجد لغزلي نساجاً، فكسرت مغزلي.
شخصيته:
كان حافظ إبراهيم رجل مرح وأبن نكتة وسريع البديهة يملأ المجلس ببشاشته و فكاهاته الطريفة التي لا تخطأ مرماها.
كان لحافظ إبراهيم طريقته الخاصة فهو لم يكن يتمتع بقدر كبير من الخيال ولكنه استعاض عن ذلك بجزالة الجمل وتراكيب الكلمات وحسن الصياغة بالإضافة أن الجميع اتفقوا على انه كان أحسن خلق الله إنشاداً للشعر. ومن أروع المناسبات التي أنشد حافظ إبراهيم فيها شعره بكفاءة هي حفلة تكريم أحمد شوقى ومبايعته أميراً للشعر فى دار الأوبرا.
كان حافظ إبراهيم إحدى أعاجيب زمانه، ليس فقط في جزالة شعره بل في قوة ذاكرته التى قاومت السنين ولم يصيبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هى عمر حافظ إبراهيم، فإنها ولا عجب إتسعت لآلاف الآلاف من القصائد العربية القديمة والحديثة ومئات المطالعات والكتب وكان بإستطاعته – بشهادة أصدقائه – أن يقرأ كتاب أو ديوان شعر كامل في عده دقائق وبقراءة سريعة ثم بعد ذلك يتمثل ببعض فقرات هذا الكتاب أو أبيات ذاك الديوان.
 وروى عنه بعض أصدقائه أنه كان يسمع قارئ القرآن في بيت خاله يقرأ سورة الكهف أو مريم او طه فيحفظ ما يقوله ويؤديه كما سمعه بالروايه التى سمع القارئ يقرأ بها.
يعتبر شعره سجل الأحداث، إنما يسجلها بدماء قلبه وأجزاء روحه ويصوغ منها أدبا قيما يحث النفوس ويدفعها إلى النهضة، سواء أضحك في شعره أم بكى وأمل أم يئس، فقد كان يتربص كل حادث هام يعرض فيخلق منه موضوعا لشعره ويملؤه بما يجيش في صدره.
وفاته
توفي حافظ إبراهيم سنة 1932 م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد أستدعى اثنان من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به. وبعد مغادرتهما شعر بوطئ المرض فنادى غلامه الذى أسرع لاستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ فى النزع الأخير، توفى رحمه الله ودفن في مقابر السيدة نفيسة .
وعندما توفى حافظ كان أحمد شوقى يصطاف فى الإسكندرية و بعدما بلّغه سكرتيره – أي سكرتير شوقى - بنبأ وفاة حافظ بعد ثلاث أيام لرغبة سكرتيره فى إبعاد الأخبار السيئة عن شوقي ولعلمه بمدى قرب مكانة حافظ منه، شرد شوقي لحظات ثم رفع رأسه وقال أول بيت من مرثيته لحافظ:  قد كنت أوثر أن تقول رثائي يا منصف الموتى من الأحياء.
أقوال عن حافظ إبراهيم:
كان أحمد شوقى يعتز بصداقه حافظ إبراهيم ويفضله على أصدقائه. و كان حافظ إبراهيم يرافقه فى عديد من رحلاته وكان لشوقي أيادي بيضاء على حافظ فساهم فى منحه لقب.
حافظ كما يقول عنه مطران خليل مطران "أشبه بالوعاء يتلقى الوحي من شعور الأمة
وأحاسيسها ومؤثراتها فى نفسه, فيمتزج ذلك كله بشعوره و إحساسه، فيأتي منه القول المؤثر المتدفق بالشعور الذى يحس كل مواطن أنه صدى لما فى نفسه". ويقول عنه أيضاً "حافظ المحفوظ من أفصح أساليب العرب ينسج على منوالها ويتذوق نفائس فرادتها وإغلاق حلالها." وأيضاً "يقع إليه ديوان فيتصفحه كله وحينما يظفر بجيده يستظهره، وكانت محفوظات تعد بالألوف وكانت لا تزال ماثلة فى ذهنه على كبر السن وطول العهد، بحيث لا يكترى إنسان فى ان هذا الرجل كان من أعاجيب الزمان"
وقال عنه العقاد "مفطوراً بطبعه على إيثار الجزالة و الإعجاب بالصياغة والفحولة فى العبارة.
وللأسف, مع تلك الهبة الرائعة التى قلما يهبها الله – عز وجل – لإنسان ، فأن حافظ رحمه الله أصابه - داء اللامباله والكسل وعدم العناية بتنميه مخزونه الفكرى وبالرغم من إنه كان رئيساً للقسم الأدبى بدار الكتب إلا أنه لم يقرأ في هذه الفترة كتاباً واحداً من آلاف الكتب التى تذخر بها دار المعارف! الذى كان الوصول إليها يسير بالنسبه لحافظ، ولا أدرى حقيقة سبب ذلك ولكن إحدى الآراء تقول ان هذه الكتب المترامية الأطراف القت في سأم حافظ الملل! ومنهم من قال بأن نظر حافظ بدا بالذبول خلال فترة رئاسته لدار الكتب وخاف من المصير الذى لحق
بالبارودى في أواخر أيامه.
وأيضاً تروى عن حافظ أبراهيم مواقف غريبة مثل تبذيره الشديد للما ل فكما قال العقاد ( مرتب سنة في يد حافظ إبراهيم يساوى مرتب شهر ) ومما يروى عن غرائب تبذيره أنه استأجر قطار كامل ليوصله بمفرده إلى حلوان حيث يسكن وذلك بعد مواعيد العمل الرسمية.
حافظ كما يقول عنه مطران خليل مطران "أشبه بالوعاء يتلقى الوحى من شعور الأمة وأحاسيسها ومؤثراتها في نفسه, فيمتزج ذلك كله بشعوره و إحساسه، فيأتى منه القول المؤثر المتدفق بالشعور الذى يحس كل مواطن أنه صدى لما في نفسه". ويقول عنه أيضاً "حافظ من أفصح أساليب العرب ينسج على منوالها ويتذوق نفائس مفرادتها وإعلاق حلالها." وأيضاً "يقع إليه ديوان فيتصفحه كله وحينما يظفر بجيده يستظهره، وكانت محفوظاته تعد بالألوف وكانت لا تزال ماثلة في ذهنه على كبر السن وطول العهد، بحيث لا يمترى إنسان في ان هذا الرجل كان من أعاجيب الزمان".
آثاره الادبية:
الديوان.
البؤساء: ترجمة عن فكتور هوغو.
ليالي سطيح في النقد الاجتماعي.
في التربية الأولية.
الموجز في علم الاقتصاد

No comments:

Post a Comment